الخميس، 7 مايو 2015

أريدُها حُرة



على الرغم من رغبتي الشديدة بالذهاب إلى القدس، إلا أنني خائفة أن أذهب ف أزداد ألماً و وجعاً عندما أكتشف بأني مجرد سائحة في بلدي لمدة ٢٤ ساعة , هذه الزيارة لا تشفي ولا تروي الظمأ
هذه الزيارة تضع ملحاً على جُرحٍ لم يُشفى بعد
أريدها حرة الآن ، و حين أزورها ، و إلى الأبد
كل ما أريده هو أن أركض نحو أراضي وطني المحتل حتى وإن كنت سأموت في هذه اللحظة أريد أن أقف على بوابة سجون

: الاحتلال و أصرخ
يا دامي العينين و الكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف
ولا زرد السلاسل 

 : سأصرخ كي يسمعوني
عذراً أسرانا
في وطني كلُ يومٍ يَموتُ أسيرْ
كلُ يومٍ نُعلِنُ الحدادَ و نكتبُ ميعاداً للتحريرْ
أريد أن أرى أسرانا و هم يصافحون الحرية
أريد أن أقذف الحجارة في وجه المحتل و لو لمرة واحدة
أريد أن أمشي في أرضي بدون حواجز و بدون أن أرى جنود الإحتلال في كل شارع
أريد أن أنظر في وجه عدوي و أبتسم ، نعم سأبتسم حين أراه يسير خارج أرضي ليعود للشتات الذي جاء منه
أريد أن يكون فطوري مقدسياً ، والغداء من سمك يافا ،و أن أشتهي حلوى نابلس ، و أن أشرب شاياً في عكا، و أصعد جبال الخليل عصراً
ولا أريد أن أنام عندما يأتي هذا اليوم ، فهذه الحرية لم تكن سهلة 
 والأجمل أنه لن يكون هناك كلمة ( رحيل ) , لا لن أرحل فما عادت قلوبنا تتحمل أكثر من ذاك الرحيل ، ولن يكون هناك رحيلٌ جديد ، ثم أننا لن نعود بحاجةٍ لصورةٍ تذكاريةٍ بعد اليوم , لن نحتاج لصورةٍ في المسجد الأقصى أو لصورةٍ في أحد شوارع القدس العتيقة , أو لصورةٍ في الخليل , ف حين تعود هذه الأرض حُرة سنكون نحن الحاضر و المستقبل , سنكون من يروي هذا التاريخ و يحكي حكاية هذا الطريق الطويل , سنكون من يُرشد السياح ويلتقط لهم الصورة
أريد أن أكتب قصائد الغزل ، فقد مللتُ الأوجاع ومل من الألم ، أريد أن أُحصي سعادةً لا تُحصى، ولا أريد التوقف 
أريد التوقف عن كتابة الوجع فقط
أريد أن أصلي آخر صلاة
أريد أن أشعل إنتفاضة ثالثة  ليكون هذا كله
و ليتحرر هذا الوطن
أميرة_عنان#