الأربعاء، 31 يوليو 2013

عُذْرٌ على استحياءْ



معذرةٌ يا قدسُ
فليسَ عندي ذخيرةٌ
وليسَ عندي أسلحةْ
لمْ يبقَ الشارعُ ولمْ تبقَ الأرصفةْ
لمْ يبقَ شجرُ زيتونٍ ولمْ تبقَ آياتٌ مُعلقةْ
يا قدسُ 
لمْ يبقَ مِنكِ الكثيرْ
ولمْ تبقَ سِوى
" ْالمعذرة "
حاضرٌ مُعلقٌ مُعرقلٌ مُكبلٌ
خديعةٌ علقمٌ و حقيقةٌ مرةْ
غداً ستعودينَ يا حرةْ
وأحيائُكِ الدرةْ
يا وطناً داخلَ الأوطانْ
يا جِسراً مُتَقطِعَ الأطرافْ
يا حرْفاً هارِباَ مِنْ أبجديةِ اللغةْ
قافٌ: قلبٌ مُزْهِرٌ أبيضْ
دالٌ: دوامةُ الأيامِ و حظٌ اسودْ
سينٌ: سهْمُ العروبةِ وفي الصدرِ الأنينْ
وسؤالُ طِفلٍ لِجدِهِ :
متى ستعودُ فِلسْطينْ ؟؟
يا قُدْسُ يا نبْضَ الثورةْ
فيكِ الذكرياتُ ولكِ الحنينْ
يا قُدْسُ يا أُمي
مِنْكِ الحياةُ و تُرابُكِ دمي
قافٌ : قداسةٌ و قِدَمٌ وقَفَصٌ و قُبةْ
دالٌ : دارٌ و دِفءٌ و دمعةْ
سينٌ : سماحَةٌ و سُلالةٌ و سَجْدةْ
قُدْسُ العروبةِ وقُدْسُ السلامْ
قُدْسُ الإيمانِ و قُدْسُ الأمانْ
سَأنْسى البُكاءْ
 سَأنْسى الوجعْ
سَأنْسى الجوعَ سَأنْسى الشبعْ
سَأنْسى الحِجارةَ وأَنْسى الرغيفْ
سَأنْسى المسافةَ و أَنْسى الحديدْ
سَأنْسى الشبابَ و أَنْسى المشيبْ
سَأنْسى الشقاءَ و أَنْسى الحنينْ
فَهلْ لنا  بِحاضِرٍ ومُسْتَقبلٍ و رُبْعِ رَغيفْ
 هلْ لنا  بِأرْضٍ ومِنْ فَوْقٍ عَلَمْ
هلْ لنا بِثَوْبٍ وجُزْءِ كفنْ
هلْ لنا بِقُدْسٍ وعيدٍ مجيد
و ذاكرةٌ جديدة و حظٍ جديدْ
لنْ أنْساكِ يا قدسُ
لنْ أنْسى الطريقْ

الأحد، 21 يوليو 2013

هُنا غَزَةْ





طائرةٌ هبطت في غزة
طائرةٌ عصفت بركاناً كشفت خِسة
رزقتنا الموتَ رِزقا
اغتالت البراءة
اغتالت العِزة
نارٌ أضاءت أعيُننا
دماءٌ طالت أرجُلنا
وحقيقةُ أبوابٍ يقفلها العالمُ
يُنكِرُها و يُنكِرُنا
حربٌ شبت أنياباً على غزة
الحربُ لا تدُقُ أبوابا
لا تُعوِضُ أشيائا
 لا تُعيدُ أبنائا
لا تُقيمُ أوزانا
الحربُ تُميتُ إنسانا
الحربُ تزيدُ أحزانا
الحربُ تبيتُ أياما
والحرب تعودُ أحياناً
على غزة
ما كان دمنا رخيصاً مُهانا
لم يُكتب على صُدورُنا ذلاً واستهانة
لم تدُقَ الساعةُ ولم نرى بعدُ أيَّة علامة
لِغزة بحرٌ أمواجُهُ تَتَخَبَطُ على حِفة
و موتٌ متربصٌ أعمى يختارُ موتاهُ بِخِفة
لحنُ الحياةِ يُعْزَفُ على المشارِفِ والأبوابْ
يُعْزَفُ في المعْبَرِ والأنفاقْ
لحنٌ خاصْ
و عزفٌ خاصْ
يليقُ بغزةْ
طائرةٌ هبطتْ وانطلقتْ
وكلُ الأعيُنِ منبهرة
كل الأيدي منشغِلة
ولا معناً للخوفِ في غزة
حين تغلْغلت الحياةُ فينا
حين جفَّت مآقينا
حين اشتدتْ أيادينا
رفعنا راية العِزة
و صرخنا صرخةَ الحياةْ
هُنا غَزَةْ