منذ اللحظة الأولى التى خرجنا فيها على هذا العالم، في هذه البقعة بالتحديد من هذا العالم ( فلسطين ) ونحن نواجه و نعيش العديد من الأزمات و التدييقات و المصائب التي لا تنتهي والتي لطالما عكرت ولا زالت تُعكر حياتنا ، أهمها ما يحدث من اقتحامات و اعتداءات جيش الإحتلال في ساحات المسجد الأقصى، واعتقال العشرات من الشباب يومياً ، إصدار الاحتلال الأوامر الإدارية بحق الأسرى في السجون ، فرض الحصار وانقطاع البنزين و السولار والكهرباء و مواد البناء
وكل ما يدور حولنا من أحداث بفعل الإحتلال و بفعل ضغوطات الحياة يبعدنا عن قضيتنا الأساسية التي هي القضية الأولى في العالم ، قضية آبائنا و أجدادنا ، قضية فلسطين ، قضية القدس ، اللاجئين ، الأسرى
لا يمكن لأحد أن يَجزم بأن الشعب الفلسطيني قد نسيَّ قضيته ، لأنها حياته التي يعيشها كل يوم ، ولا يمكننا أيضاً أن ننكر وجود مشاغل أصبحت تشغل المواطن الفلسطيني عن هذه القضية في نفس الوقت ، أهمها البحث عن لقمة العيش ، و الخلافات الحزبية ، وانقطاع الكهرباء و البنزين...إلخ
في حقيقة الأمر لا يمكن أن نلوم أحد ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن نقدم الأعذار ففي جميع الأحوال الوطن أهم من أي شيء
كما لا يمكننا إنكار وجود فئة شبابية متمسكة بكل خيط من قضيتهم رغم الظروف المحيطة بهم ، ينشرون القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة و يقفون أمام جيش الإحتلال لحماية ما تبقى لنا من أرض وعرض ، ما تبقى لنا من وطن...من ذاكرة
أنا شخصياً اكتفيت من قول و كتابة الجمل المشهورة
عذراً_فلسطين #عذراً_أقصانا # عذراً_أسرانا#
اكتفيت من التذمر على الحال الذي وصلت قضيتنا إليه ، اكتفيت من البكاء على أطلال من رحلوا و على أراضينا التي اغتصبت و نُهبت و أصبحت مستوطنات للإحتلال
اكتفيت من ثوراتنا و انتفاضاتنا على العالم الإفتراضي ، اكتفيت من أغانٍ و أشعارٍ تعِدُنا بالعودة بلا عودة
اكتفيتُ من أناسٍ تبيعُ القضية مقابل هجرةٍ وحياة يظنونها أفضل خارج الوطن
!! و اكتفيتُ من شعوبٍ عربية تدَّعي الأخوة
اكتفيت من تلك الجملة اللعينة التي تقول #ما_باليد_حيلة
....فلنكن صريحين مع أنفسنا قليلاً
الشعب الذي قام بالإنتفاضة الأولى عام ١٩٨٧م ، هو نفسه الشعب الذي قام بالإنتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠م ، هو نفسه الشعب الذي يُقتل كل يوم و مازال يرمي حجراً في وجه المحتل كل يوم..
لذلك بإمكان هذا الشعب القيام بالكثير ف ما الذي حدث الآن ؟؟
هل أصبح الشعب الفلسطيني متكاسلاً ؟؟ مستسلماً ؟؟ خائفاً ؟؟
هل اكتفى بالحصول على لقمة العيش و بعض الهواء المحتل ؟؟
هل ينتظر أن يأتي نبيٌ بمعجزةٍ تُعيد له ما سُرق و نُهب منه ؟؟
لا أدري...حقاً لا أدري !! لطالما شغلني هذا السؤال ولم أجد له إجابة تُهديء النار المشتعلة بداخلي
ولكن إن كانت الإجابة هي أحد هذه الظنون التي تدور في رأسي ، فلا أريد إجابةً لهذا السؤال ، لأنها في جميع الأحوال سوف تقتلني ، ستقتل ما تبقى لي من أمل في شعبي الذي لطالما عرفته و عرفه العالم أجمع بأنه شعب الجبارين و شعبٌ لا يهاب الموت لأجل استعادة أرضه
....نحن حقاً نحتاجُ لصحوةٍ لا بُدَّ منها قبل أن يضيعَ ما تبقى لنا
نحتاجُ لصحوةٍ عربية بعيداً عن الإستنكارات و الشجب الذي لا طائل منها
نحتاجُ لشبابٍ واعٍ موحد بعيداً عن الإنتماءات الحزبية ، نحتاجُ أن يحبوا هذا الوطن أكثر من أي شيءٍ آخرْ
نحتاجُ لثورة...لإنتفاضة ثالثة تُعيدُ فلسطين من النهر إلى البحر ، دون أن ننسى جملة أقتبسها من رواية أم سعد للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني
(فش حد بنام وبصحى بلاقي وطن بستناه )
.و نحتاجُ لأكثر من هذا و ذاك... نحتاجُ لمعركة كرامةٍ ثانية ، لكن هذه المرة بإنتصار