الخميس، 14 نوفمبر 2013

لماذا نكبر ؟؟



سأبدأ موضوعي بمقولة جورج برنارد شو " لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا ، بل نكبر لأننا توقفنا عن اللعب "  
كثيراً ما تاخذني ذكريات الطفولة ، مدرستي الابتدائية ، صديقاتي ، مرح الطفولة و شقاوتها ، كثيراً ما أحزن لانتهاء هذه الأيام الجميلة ، ومن منا لا يتمنى أن تعود تلك الأيام  الخالية من المسؤوليات ، المليئة بالبراءة ، بالشقاوة ، وحتى سذاجة الطفولة و الصغر .
سأكون صريحةً بما فيه الكفاية لأقول لكم أني ما زلت عالقة في هذه المرحلة ( مرحلة الطفولة ) ، ما زلت متمسكة بها إلى أبعد الحدود ، على الرغم من الكم الهائل من النصائح التي تنهال علي حينما أطرح سؤالي الدائم " لماذا نكبر ؟؟" (لا أدري لماذا أقول عنها نصائح أصلاً )
منهم من يقول : لا يجوز أن تبقي صغيرة هذه سُنة الحياة ، ومنهم من يقول : الطفولة شيء و الشباب شيء آخر و عليكِ أن تعيشي المرحلة التي أنت فيها الآن ، منهم من يوبخني و يقول : يكفيكي طفولة فقد كبرتي بما فيه الكفاية لتتخلي عنها فقد أصبحت في العشرين ، ومنهم من يقول و يقول.....إلخ.
سأكون صادقة معكم مرةً أخرى أنا أتجاهل جميع هذه الأقوال دائماً و ما زلت متمسكة بطفولتي ، لا أدري سبب هذا التعلق الذي لا يريدني (ولا أريد) ترك تلك الذكريات ،
ما زلت متعلقة بألعاب الطفولة ، بأغاني الطفولة ، ببرامج الأطفال ، وحتى الحاجيات التي كنا نشتريها من مقصف المدرسة
و لطالما وُبخت على هذه الأشياء ، و لا أريد أن أقول لكم كم من مرةٍ سمعت جملة " متى ستكبرين ؟؟ "
لكن لماذا أكبر ؟؟ ماذا سأكسب لو كبرت ؟؟
لقد رأيت ما يكفي من العالم الآخر (عالم الكبار) ، رأيت كيف أصبحنا نكذب باحتراف ، كيف نحتقر بعضنا ، كيف نتصيد الأخطاء لبعضنا ، وكيف أصبح التسامح شيءٌ صعب و مستحيل ، أصبحت الكراهية سهلة و لأتفه الأسباب ، أصبحت النميمة و الغيبة تسلية في حياتنا ، أصبحنا نوقع بعضنا في المشاكل ،أصبحنا وحوشاً ، لا نرى سوى أنفسنا ولا نسمع سوى صوتنا (سواء كان حقاً أم باطل ) 
ماذا أيضا ؟؟
أصبحنا نتعامل من فوقية مع الآخرين ، من منكم عندما كان صغيراً صادق شخصاً لأجل ماله أو جماله أو حسبه و نسبه؟؟
كبرنا و أصبحنا نعرف الحلال و الحرام ، لكن ما الفائدة من معرفتهم إن كنا سنسلك طريق الحرام دائماً و نجد لأفعالنا الحجة المناسبة ؟؟
كبرنا و أصبحنا نعي و نعرف فن إختيار الثياب الباهظة و الجلوس في المقاهي و المطاعم الفاخرة ، كبرنا و أصبحنا نخجل إن رآنا أحدٌ في مكانٍ رخيص أو شعبي 
لا أريد أن أكبر لأكذب و أنافق و أجامل و أرتاد المطاعم الفاخرة و أرتدي الملابس الباهظة الثمن ، لا أريد أن أكبر لأكتسب كل الصفات الشريرة و أتحجج بأنه علي أن أعرف كيف أتعامل مع الناس و إلا أكلوا حقي
إن كنت سأترك الطفولة التي تدّعون بأنني ساذجة لأجل كل هذا فلا أريد... لا أريد أن أكبر
ليس هناك أسمى من ذكرياتٍ صادقة طفولية جعلت منك شخصاً عفوياً ، صادق التعامل ، و مخلصاً لكلماتٍ و أحلامٍ لطالما رددتها في الصغر.
لطالما سرحت بخيالي نحو المستقبل ، كيف سأكون و كيف ستكون صديقاتي ؟؟!!
ربما سأصبح شاعرة معروفة ذات يوم ، وتصبح صديقتي مهندسة مشهورة ، و تصبح الأخرى طبيبة ماهرة ، و أخرى ناظرة مدرسة ،وأخرى كاتبة ،و..و...إلخ.
كم سيكون هذا جميلاً حقاً ، لكن سيكون أجمل إن كبرنا بصدق ، بمحبة ، ببراءة ، و طهارة. 
بالنهاية سأكبر و ستكبر رغماً عني و عنك ،حسناً اكبر كما شئت لكن اترك قلبك قلب طفل بريء .
ليس هنالك أجمل من تلك اللحظات التي تستعيد بها ذكريات الماضي #ذكريات_الطفولة ، وليس هنالك أقسى من تلك اللحظات حين تستيقظ من حلم اليقظة هذا و تقول لنفسك  " لقد كنت ذات يومٍ أطهر " 

هناك 16 تعليقًا:

  1. مقالة معبرة وعميقة
    فبرغم قلة نشرك النثري إلا أنه كلاما من القلب فيسهل وصوله للقلوب بسرعة.

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً على رأيك ، محاولاتي قليلة في النثر لكني أحاول أن أعبر عن أفكاري بكل الوسائل و أتمنى أن تنال إعجابكم رغم بساطته ف أنا أميل إلى البساطة و السهولة دائما لتصل كلماتي لجميع القراء
      سعيدة بكلماتك :)

      حذف
  2. رااائعة جدا عبرتي عن مكنوناتنا الداخلية التي عجزنا عن التعبير عنها
    كأن ما خطه قلمك وصاغته الكلمات خرجت بحبر دماء القلب فهي من القلب الي القلب

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا عزيزتي هناء سلمت كلماتك و قلبك ، سعادتي تكون بكلماتكم الطيبة :)

      حذف
  3. جميل..و محزن في نفس الوقت.
    كلماتك تذكرني بما انا عليه الان, لا... و لا طفولة.... ربما دخلت عن طريق الخطأ الى عالم الكبار :(

    ردحذف
    الردود
    1. كلنا دخلنا إلى هذا العالم عن طريق الخطأ أو عن طريق الفضول لا غير ، كلنا كبرنا و سنكبر رغماً عنا و حقاً " لقد كنا ذات يومٍ أطهر "
      شكرا لك على المشاركة :)

      حذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. لم يصلني شيء لكن يمكنك ارسال رسالة على صفحة مدونتي علو الفيسبوك على هذا الرابط https://www.facebook.com/palestine.anan

      حذف
    2. جميلة كتاباتك وبسطه وتصل للقارى سريعا بالتوفيق

      حذف
    3. هذا ما أريده بالضبط من خلال كتاباتي ( أن تصل إلى الجميع )
      سلمت و دمت بخير :)

      حذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. wllahe ya Amerte you make me feel bad about being old because no body beleive that you onest and inecent when you get old but no matter what the children did they feel happy and enjoying there time ,,7abebte really you was right with every single word you wrote God Bless you ,,,go ahead and let us read more and more from your fantastic articls ,,i am proud of you pray to Allah to protect you always slam ya sha3ertna el7bebeh elgalyeh,,, wla elaha ella Allah ,, teta,,,Najwa Abdo

    ردحذف
  7. جدتي الغالية دائماً ما تلمسني كلماتك الصادقة و هذا ما يجعل لك مكانة مميزة في قلبي ، كم تسعدني كلماتك هذه ،محمد رسول الله :)

    ردحذف
    الردود
    1. 7fedte al3zeza algalya sha3rat Gazza w Palestine ,,beleive me you deserve the best your warm wise words touch my heart always ,,i am shure lot of people can feel it and like what you write,,,goo ahead alla yrda 3aleke wys3dek wywafek wy7fazk wy7meke wycalle mama w baba w ecwtk 7waleke ader ya kareeeem,,,,,,,,teta from Holy Jerusalem Najwa Abdo

      حذف
  8. أميرتي ممكن للإنسان أن يكبر ويحافظ على برااءته ونقائه ويبقى قلبه صافيامن كل الأحقاد لماذا هذا النتشاؤم ولديك أب وأم يعتبروا رمزا للطيبة والنقاء بارك الله لك فيهما وأشكرهم على هذه الزهرة الرائعة البريئة النقية التي ستبقى كذلك مهما كبرت .عيشي حبيبتي مرحلة الشباب واحتفظي بقلب طفل نقي بريء طاهر

    ردحذف
    الردود
    1. سلمت كلماتك طنط كريمة أخجلتي تواضعي
      ستكون كلماتك دائماً ذاك الصدى الذي يعيد فيَّ الثقة بأن العالم ما زال فيه ذلك الجمال و البراءة و الطيبة الخالصة
      دمتِ بخير :)

      حذف