في مقهى صغير
حيث لا يعرفك أحدْ
اجلس في هدوء الواثقين
حرر قلمك
اكتب شِعراً...ارسم خطاً
و انثر ما تبقى من الحبر في الهواءْ
على أوراقك البيضاء
ثُر كما تشاء
فلا أحدٌ يراك..ولا أحدٌ يسمعُك
هذه هي وحدتُكَ و حيرَتُكْ
حبيبتُكَ و الوطنْ
هي سِلاحُكَ و وجبةُ الطعام
هنا
لا تعرفُ أحداً ولا أحداً يعرفُك
إذن أنت حرٌ هذه المرة
بدون مجاملات..بدون أقنعة
زُجاجُ المقهى الشفاف
عالمُكَ الآخرْ
اختلس النظر بلا خجل
على امرأةٍ...على رجلٍ
على شجرٍ و حجلٍ معاً
كأسُ شايِّكَ البلوريْ
حكاياتٌ قديمة
رشفاتٌ متتابعة
و أحلامُ يقظةٍ لا تنتهي
أحلامٌ تأتي على عجلْ
كلُ ما حولُكَ مغرٍ للبقاء
و لرحيلٍ جديد
في مقهى صغير
اكتب كلماتَ أغنيتِكَ الأولى
و اعزف لحن الرحيل
راقِب الجالسينْ
يكفيكَ نظرةٌ سريعة لتعرف الحكاية
ولا تروي حِكايتك لاحدْ
ف أنت هنا حرٌ و وحيدْ
تختلسُ النظرْ
تكتُبُ و ترسُمْ
ثُمَ تُرسِلُ قصيدةً إلى السماءْ
المقهى صغيرٌ
ٍولا يتسَعُ لحكايةٍ جديدة
عن الرحيلِ و عن البقاءْ
المقهى صغيرٌ
ولا يتسِعُ سِوى لأوراقِكَ البيضاءْ